الإشتراكية .. الاشتراكية مطلب عادل لتوزع الثروة
اخبار || ثقافة عامة
الإشتراكية .. الاشتراكية مطلب عادل لتوزع الثروة
ظهرت الإشتراكية بأوروبا خلال القرن الثامن عشر, على شكل مذهب فلسفي، و سياسي و إقتصادي، نتيجة الإنتشار الواسع للنظام الرأسمالي، الذي يعتمد علي إحتكار وسائل الانتاج و تركيز رؤوس الاموال في يد جهة واحدة.
ظهرت الإشتراكية كفكر يدعو إلى المساواة في الحقوق والرفاهية للجميع، و توزيع الثروة بشكل عادل على حساب الراسمالية التي كانت تحتكر جل وسائل الانتاج و راس المال، مما أدى إلى ظهور طبقة أخرى، الا وهي الطبقة البروليتاريا (العمال).
هذه الطبقة خاضت عدة ثورات ضد البورجوازية، ظهرت كمصطلح في أول وثيقة كانت تعد دستورا للحركة الشيوعية العالمية سنة 1848.
البروليتارية طبقة كادحة تعيش على أنقاض و بقايا الطبقة البرجوازية، المتحكمة و المسيطرة على جل موارد الدولة من فلاحة، اقتصاد و صناعة...،
حيث لم تترك خيارا للطبقة العاملة سوى العمل لصالحها وفق قوانينها و شروطها التي لا مناص من انها كانت مجحفة.
مما ولد صراعا بين طبقتين متفاوت الاهداف و الطموح، و كان سببا في ظهور تيار إشتراكي يدعو إلى القيام بثورات ضد الإستغلال و الإستبداد.
افكار و مبادئ الإشتراكية
رغم توافق رأي الإشتراكيين بشكل عام على التوزيع العادل للثروة بين أفراد المجتمع، و ضرورة تقليص حجم الملكية الخاصة على حساب الملكية الجماعية؛ مما يدل على منح الدولة صلاحيات واسعة في الحياة الاقتصادية.
غير أنهم اختلفوا حول المبادئ و الغايات، و هذا ما كان سببا في إنقسام هذا التيار إلى تيارين مختلفين من ناحية الافكار والمبادئ.
هذا الانقسام خلق تيارين هما مذهب الاشتراكية المثالية و مذهب الاشتراكية العلمية، سنتعرف على كل منهما على حدى.
الإشتراكية المثالية
سميت بهذا الإسم نسبة إلى الطرق غير الثورية و الطرق السليمة في تحقيق مبتغاها، و بلوغ ما تصبوا إليه من اهداف.
هدفها خلق دولة و مجتمع يسوده العدل و المساواة في توزيع الثروة؛ في نظرهم الإنسان عبار عن كائن عاقل قادر على فك الصراعات و ما إلى ذلك، دون الحاجة الى العنف.
من دعوات هذا المذهب، الإنتقال من نظام رأسمالي الى نظام اشتراكي يحقق العدالة و المساواة للجميع، عن طريق جعل وسائل الإنتاج في يد الملكية الجماعية القائمة على العمل التعاوني و التعليم الجيد لجميع أفراد المجتمع، ومحاربة كل أشكال الإستغلال والإستبداد و القضاء على الفقر.
ومن أجل تصحيح الإختلالات الناجمة عن اللجوء الى مؤسسة السوق، بغرض تنظيم عملية الإنتاج، يجب على الدول أن يكون لها دور هام في التعاون مع القطاع الخاص، من أجل خلق إقتصاد مختلط.
من رواد الاشتراكية المثالية نجد كل من الفرنسيان سان سيمون و شارل فوريي و الفيلسوف الانجليزي روبرت اوين.
الإشتراكية العلمية
يؤمن رواد الإشتراكية العلمية أن الرأسمالية مرحلة لن يتوقف عندها التاريخ، انما سوف يتجاوزها، مثلما تجاوز الرق و الإقطاعية، و خلق مجتمع إشتراكي كنظام إجتماعي جديد يحقق العدل والرفاهية.
خلافا للإشتراكية المثالية يتبنى رواد هذه النظرية الثورة كخيار قادر على زعزعة الإستقرار القائم، و تحقيق الغايات المنشودة.
يتوافق هذا التيار مع تيار المثالية في الدور الذي تلعبة الدولة في الإقتصاد، من خلال إحتكارها لوسائل الإنتاج و تأميم المقاولات للخواص، وتنظيم الإنتاجي عن طريق توجيهه و إسناده إلى هيئة تسمى هيئة التخطيط، تحل محل السوق في الإقتصاد الرأسمالي.
في نظرهم، عملية تنظيم الإنتاج التي تشرف عليها الدولة بواسطة المجتمع الإشتراكي، ليست إلا مرحلة إنتقالية عابرة سوف تقود الى قيام نظام شيوعي يلغي المجتمع الطبقي.
و يعد كل من كارل ماركس فريدريك إنجلز من ابرز رواد هذا التيار (إشتراكية العلمية).

تعليقات
إرسال تعليق